هكذا تتحول من هاوٍ إلى محترف في مجالك

خالد فهيم
24 سبتمبر 2024

عندما أشاهد مباريات كرة القدم، دائمًا ما أتخيل نفسي لاعبًا محترفًا يتحرك بالكرة يمينًا ويسارًا، يخترق صفوف المدافعين ويحرز الأهداف بلا أي عناء، ويزداد غضبي من اللاعبين إذا فقدوا الكرة أو أضاعوا الفرص، وأكاد أجزم أنك وجميع من حولك في (القهوة) ينتابكم نفس الشعور.

هل تعرف السبب وراء هذا الإحساس؟
إنه الجهل بالتفاصيل العميقة..

مراحل إتقانك لأي شيء تبدأ بالمعرفة السطحية له ثم تنتقل تدريجيًا لمعرفة كيف يعمل، ثم المرحلة الثالثة والأهم هي لماذا يعمل؟

أعطيك سؤالًا من مجال الأعمال الإبداعية لتقريب الصورة:
لماذا يوجد نص عادي ونص جيد ونص رهيب يتحدث عنه الجميع؟

الإجابة البسيطة: بسبب كفاءة الكاتب، لكن الإجابة الصحيحة أعمق من هذا التبسيط.

في رحلة التعلم أنت واحد من 3 أشخاص:

  • تعرف معلومات عامة عن الشيء.
  • تعرف كيف يعمل الشيء.
  • تعرف لماذا يعمل الشيء.

إذا عدنا لمثال كرة القدم..

في المرحلة الأولى: أنت تعرف أن الكرة مستديرة وأن الفريق مكون من 10 لاعبين وحارس مرمى، ومن يحرز أهدافًا أكثر يفوز.
"أعرف أن كرة القدم تُلعب بقدمين، وأن الهدف هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف."

في المرحلة الثانية: أنت لاعب لديه المعرفة الأساسية، تعرف كيفية لعب كرة القدم عمليًا. تتقن مهارات أساسية مثل التمرير والتسديد والمراوغة.
"أستطيع تسديد الكرة بقوة ودقة، وأعرف كيفية التمرير القصير والطويل."

في المرحلة الثالثة: أنت لاعب محترف، يفهم التكتيكات المتقدمة، التحليل الإحصائي، علم النفس الرياضي، والتغذية. يعرف كيف يتأقلم مع مختلف الظروف، وكيف يقود فريقه لتحقيق النصر.
"أفهم أن الضغط العالي يمكن أن يزعج خط وسط الفريق المنافس، وأعرف كيفية استغلال المساحات الفارغة في الملعب."

حالنا مع الذكاء الاصطناعي هو نفس حال لاعبي كرة القدم.

يهدد الذكاء الاصطناعي أصحاب الوظائف في المرحلة الأولى والثانية، لكن وظائف المرحلة الثالثة هي الأهم: حيث الفهم العميق والتفكير النقدي، والإبداع.

وهذه هي فلسفتي في تصميم دورة كتابة المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي..

الخروج من مساحة المعرفة السطحية وأداء المهام الروتينية إلى مرحلة فهم وتطويع هذه الأدوات في العملية الإبداعية.

ليست مجرد دورة لشرح أدوات الذكاء الاصطناعي، بل فلسفة وطريقة عمل عن الاستخدام الإبداعي لهذه الأدوات في مجال الكتابة الرقمية.

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات لعرضها.

تسجيل الدخول

مقالات أخرى

لماذا الالتزام بالنشر اليومي قد يكون مضيعة لوقتك؟

لماذا الالتزام بالنشر اليومي قد يكون مضيعة لوقتك؟

هل الالتزام بنشر المحتوى يعني أنني على الطريق الصحيح؟هذا المقال من وحي نقاش مع صديق في استشارة حول صناعة المحتوى هذا الأسبوع…كتير من صناع المحتوى (أفراد أو مؤسسات) بينشروا باستمرار،لكن هل ده معناه إنه

15/05/2025
خالد فهيم
كيف تتخلص من "النشر العشوائي" وتبني أول خريطة محتوى فعّالة؟

كيف تتخلص من "النشر العشوائي" وتبني أول خريطة محتوى فعّالة؟

خليني أشارك معاك هذا المشهد، ممكن تلاقي نفسك فيه:أيام كتير أفتح اللابتوب وأبدأ في كتابة فكرة لمقال جديد مثلا وبعدين أتوقف مش عارف أبدأ منين!أكتب عن إيه؟هل أتكلم عن قصة؟ ولا أشرح معلومة؟ ولا أعرض جزء م

12/05/2025
خالد فهيم
لماذا محتواك الجيد لا يحقق نتائج جيدة؟

لماذا محتواك الجيد لا يحقق نتائج جيدة؟

كم مرة نشرت محتوى جيد، تعبت عليه، راجعت كلماته عشرات المرات، ثم شعرت أن العالم مر بجانبه كأنه لا يراه؟أحب أقول لك.. لست وحدك.في مايو 2023، لما بدأت صناعة المحتوى، كنت أفتح اللابتوب بكل حماس، أكتب منشو

08/05/2025
خالد فهيم