لديك منافس رقمي شرس؟ تعلم كيف تتميز عليه بخطوات استراتيجية
في عالم الإعلام الرقمي المزدحم، الصورة الذهنية ليست مجرد انطباع عابر، بل هي جوهر الهوية التي تحدد مدى تأثيرك وارتباطك بجمهورك.
هل سبق ووجدت نفسك تُكوِّن انطباعًا فوريًا بمجرد سماع اسم مؤسسة إعلامية؟ وتقول في نفسك:
"هذه قناة موضوعية." / "أما تلك فمنحازة." / "هذه قريبة من الناس." / "وهذه تطرح موضوعات لا تناسب ثقافتنا."
هذا الانطباع الذي يتبادر إلى ذهنك هو ما نسميه الصورة الذهنية أو السمعة.
- كيف تكون؟
- وهل هو عملية عشوائية؟
- هل يمكن تغييره؟
- والأهم، كيف يؤثر على بناء جمهورك؟
تخيل معي أنك مخطط استراتيجي مسؤول عن رسم استراتيجية مشروع رقمي جديد. لنعطي هذا المشروع بعض الصفات والمحددات:
- برنامج سياسي
- ساخر
- يخاطب الجمهور العربي
- لديه محددات تحريرية صارمة
السؤال الآن:
كيف يمكنك تصميم استراتيجية تضمن تميُّز هذا البرنامج في سوق مكتظ بالمنافسين؟
لنبدأ معا بتحليل السوق من الأعلى
تسمع عن مصطلح "رؤية عين النسر"؟
هذه هي أول خطوة تحتاجها، الارتقاء بالنظرة
أنت الآن نسر يُحلق عاليًا لينظر إلى السوق من منظور شامل. مطلوب منه الإجابة عن هذه الأسئلة:
- من يعمل في هذا السوق؟ (تحليل المنافسين)
- من يخاطبون؟ (تحليل الجمهور)
- كيف يخاطبون جمهورهم؟ (الأسلوب والمحتوى)
قبل البدء في تحليل المنافسين، من المهم أن تفهم كيف تؤثر هذه المعلومات على استراتيجية مشروعك.
الهدف ليس فقط جمع البيانات، بل تحديد الفجوات والفرص التي يمكن أن تميزك.
عليك أن تُجيب عن أسئلة مثل:
- ما الذي يجعل المنافسين ناجحين؟ وأين تكمن نقاط ضعفهم؟
- نوع البرنامج هل هو تلفزيوني أم يُعرض على يوتيوب؟
- أسلوب التقديم هل يعتمد على فرد واحد أم فريق عمل؟
- نطاق المحتوى محلي أم عربي؟
ويمكنك إضافة عوامل أخرى تتناسب مع طبيعة مشروعك، مثل:
- نمط الإنتاج ودورته أسبوعية، نصف شهرية، أو أقل.
- الأسلوب التحريري ساخر سياسي أم ساخر اجتماعي.
خطوتك الثانية: البحث عن التميز
عندما تكون لديك صورة واضحة عن السوق، ستصل إلى مرحلة حاسمة في بناء استراتيجيتك:
أنت تعرف الآن أين تقف وأين يقف منافسك بوضوح، هل تُقلِّد نقاط تميُّز كل منافس؟ أم تُبدع نموذجك الخاص بناءً على تحليل الواقع ورؤيتك التحريرية؟
الآن وقت اكتشاف المساحات الفارغة
الهدف هنا هو البحث عن الفرص غير المستغلة والمساحات التي يمكنك التميز فيها. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى تقسيم السوق ورسم خريطة تمركزك بناءً على:
نقاط ضعف المنافسين: أين يُخطئون أو يغيبون؟
المساحات الفارغة: ما الموضوعات أو الزوايا غير المُستغلة؟
نقاط تميزك: ما الذي يمكنك تقديمه بشكل فريد؟
رؤيتك التحريرية: ما المبادئ والأسس التي تُوجه محتواك؟
خريطة التمركز الرقمي
لتحديد التمركز بشكل عملي، عليك الإجابة عن هذه الأسئلة:
- من أي زاوية يتناول المنافسون المحتوى الساخر؟ هل من منظور سياسي أم اجتماعي؟
- من هو جمهورهم؟ هل يستهدفون جمهورًا مُسيسًا أم غير مُسيس؟
يمكنك تقسيم خريطة التمركز بهذا الشكل
بناءً على الإجابات، يمكنك تصميم استراتيجية تُحدد مكانك في السوق بوضوح. هذا التمركز ليس مجرد أداة لتحديد هويتك، بل هو الأساس لبناء صورة ذهنية قوية ومستدامة لجمهورك.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى
في درس واحد: تعلم كيف تختار فريق عملك
تخيل أنك الآن تدير مشروعًا ناشئًا أو مؤسسة إعلامية، أو ربما أنت كذلك بالفعل بما أنك تقرأ هذا المقال، وتطمح لتحقيق نتائج استثنائية في الوصول والتأثير والانتشار، وتقف أمام سؤال جوهري:هل أُوظف فريقًا داخ
23/12/2024تعرف على فريق عملي ورواتبهم
عندما تعمل بمفردك، تكون المسؤوليات مضاعفة. في نموذج العمل الخاص بي، أنا المدير، وصانع المحتوى، والناشر، والمصمم، ومسؤول التواصل، ومدير التسويق، والمنسق.. تقريبا أقوم بكل المهام.في المقالات السابقة، نا
19/12/2024الشغف يحرك الهواة والمسؤولية تحرك المحترفين
في إحدى حلقات بودكاست "بدون ورق"، قال الضيف عبارة تركت أثرًا عميقًا في نفسي:"الشغف يحرك الهواة، المسؤولية تحرك المحترفين، الفضول يحرك العباقرة."قبل سماعي لهذه العبارة، كنت دائمًا أصف نفسي كشخص يعمل بد
14/12/2024