الأخطاء الأربعة القاتلة في بناء الاستراتيجيات الرقمية!
وأنا بتصفح لينكدإن الشهر اللي فات، لقيت الكل بيحتفل بإنجازاته.
"حققنا نموًا بنسبة 200%!"، "وصلنا إلى مليون متابع!"، "سجلنا أرقامًا قياسية في التفاعل!".
بس محدش بيتكلم عن العثرات.
لو الاستراتيجيات الرقمية كلها مليانة بالنجاحات، ليه في ناس لسه بتفشل رغم إن كل الأدوات متاحة؟
ليه مشاريع إعلامية تختفي بعد كام شهر من إطلاقها؟
ليه محتوى قوي جدًا ما بيوصلش للجمهور المستهدف، بينما محتوى عادي بينتشر بسرعة؟
الخطأ الأول: أهداف بدون معنى
في مرة قابلت مدير مؤسسة إعلامية ناشئة، وكان عنده رؤية واضحة جدًا.
"إحنا عايزين نبقى المصدر الأول للأخبار الرقمية في السوق!"
كلام كبير ومبهر، بس في الواقع كان مجرد سراب.
سألته: "طب هتقيس ده إزاي؟"، "إيه المؤشر اللي هيقولك إنك وصلت؟".
سكت شوية وبعدين قال كلام عام مش محدد.
هنا التحدي الحقيقي: الأهداف العامة من غير معايير واضحة للقياس ما تفرقش عن الأمنيات.
بالإضافة إلى إن أهدافك لازم تكون واضحة وقابلة للقياس، لكن كمان ضروري تفهم علاقتها بالقيمة اللي بتقدمها لجمهورك.
ماينفعش هدفك يكون مجرد "زيادة المتابعين"، لازم تسأل: إزاي ده هينعكس على أهدافي الأكبر؟
لأنك لو كل هدفك زيادة متابعين، عندك طريق سهل جدًا: اعمل إعلانات! ووقتها مش محتاج استراتيجية ولا شيء!
الخطأ الثاني: الجمهور مش مجرد أرقام
أتذكر مرة في دورة تدريبية، طلبت من المشاركين يوصفوا جمهورهم المستهدف.
كله بدأ يتكلم عن الفئات العمرية، الاهتمامات، والسلوكيات الرقمية.
سألتهم: "تخيل إنك قاعد مع حد من جمهورك في كافيه، هتقوله إيه عشان يهتم بمحتواك؟"
هنا الإجابات بدأت تتغير تمامًا.
المشكلة مش في نقص البيانات، لكن في غياب البعد الإنساني في فهم الجمهور.
لو مش قادر تتخيل محادثة حقيقية معاهم، يبقى لسه مش فاهمهم بجد.
الخطأ الثالث: تقليد الآخرين بدون فهم
مؤسسات بتشوف حد ناجح، فتبدأ تنسخ نفس أسلوبه من غير ما تفكر هل ده مناسب ليهم ولا لأ.
شفت منصة ناشئة بتقلد استراتيجية منصة ضخمة، لكنها فشلت، لأن جمهورها مختلف تمامًا.
دايمًا اسأل نفسك:
"ليه أنا بعمل ده؟ هل هو مناسب ليا ولجمهوري؟"
النجاح مش في النسخ، النجاح بييجي من الفهم العميق لجمهورك وقيمتك الحقيقية.
الخطأ الرابع: الهوس بالإنتاج بدل الإبداع
صديقي عنده صفحة كبيرة على إنستجرام، وبينزل محتوى يوميًا بلا توقف.
سألته: "إنت بتاخد وقت تفكر في تأثير كل بوست؟"
رد وقال: "ماينفعش أوقف، الخوارزميات عايزة استمرارية!"
هنا الفكرة الحقيقية: الخوارزميات مش عدوك، لكن لو اعتمدت عليها أكتر من اللازم هتفقد هويتك.
الجودة والإبداع هما اللي بيصنعوا التأثير الحقيقي، مش مجرد النشر المستمر.
لما بنتكلم عن تصميم الاستراتيجية الرقمية، الموضوع مش مجرد خطوات تقنية، هو انعكاس لطريقة تفكيرك.
- هل أنا فاهم هدفي كويس؟
- هل بتعامل مع جمهوري كأشخاص حقيقيين مش مجرد أرقام؟
- هل فعلا بقدم حاجة مميزة؟
لما تغيّر طريقتك في التفكير، هتلاقي إن تنفيذ الاستراتيجية الرقمية بقى أسهل.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

أنا لست صانع محتوى.. هذا ما أقدمه بالضبط
كثير من الناس يتابعوني ويستفيدون من المحتوى اللي أشاركهلكن مش دايمًا يكون واضح لهمإزاي أقدر أساعدهم بشكل مباشر؟من حوالي شهر، قابلت شخص أعرفه من سنين طويلةهو بيتابعني على إنستجرام، ومشترك في النشرة الب
18/07/2025
كيف تكتب محتوى يعالج ألم جمهورك ويحقق تأثير حقيقي؟
سؤال بسيط..هل حصل يوم كتبت محتوى ممتاز، وبذلت فيه جهد كبير،لكن الناس مرّوا عليه كأنه مش موجود؟لو حصل، فأحب أقولك إن المشكلة غالبًا مش في المحتوىلكن في المكان اللي جاية منه فكرتك من الأساس.المشكلة في إ
23/06/2025
لماذا الالتزام بالنشر اليومي قد يكون مضيعة لوقتك؟
هل الالتزام بنشر المحتوى يعني أنني على الطريق الصحيح؟هذا المقال من وحي نقاش مع صديق في استشارة حول صناعة المحتوى هذا الأسبوع…كتير من صناع المحتوى (أفراد أو مؤسسات) بينشروا باستمرار،لكن هل ده معناه إنه
15/05/2025