أحيانا لا يفهم الأشخاص الأكبر منّا سنًا طبيعة العمل الرقمي أو العمل عن بعد، وعندما تجلس على اللاب توب بالساعات يوميا ويسألك والدك أو عمك أو جدّك أحيانا ماذا تعمل؟ وتقول له: "أشتغل" يرد عليك: أيوه، بتعمل إيه يعني؟
هذا الانفصال يتكرر بصور أخرى لكن هذه المرة مع أشخاص من نفس سنك، ربما يكون أخوك أو زميلك في العمل أو قريب لك من نفس عمرك.
إذا كنت شخص متخصص في مجالك وتريد صناعة محتوى تنقل فيه هذه الخبرة للجمهور، أبشرك، هذا الفعل ليس نشاطا عاديا يمكن لأي شخص حولك أن يستوعبه أو يدرك قيمته بسهولة. غالبًا ما ستفكر كثيرا، ماذا سيقول أهلي أو أصدقائي عني عندما أبدأ في النشر حول هذا الموضوع. وتبدأ في تقييم نجاحك أو فشلك بناء على نظرتهم المتخيلة لك.
وستتردد أحيانا في نشر أعمالك بسبب خوفك من النقد أو عدم التقدير من المقربين. لكن الحقيقة البسيطة هي:
أخوك أو صديقك ليس جمهورك المثالي.
قبل أن نتعمق أكثر، أحتاج منك أن تفهم الفرق الجوهري بين "الجمهور المثالي" و"الشخص الداعم". الجمهور المثالي هو شخص يعاني من مشكلة أو ألم معين، يبحث عن حل، ويجد في محتواك الجواب الذي يريده. أما الشخص الداعم، فهو فرد من دائرتك المقربة يشجعك على تحقيق أهدافك، لكنه ليس بالضرورة بحاجة إلى ما تقدمه.
على سبيل المثال، إذا كنت تكتب محتوى عن تحسين الإنتاجية أو التغلب على التسويف، فصديقك الذي لا يواجه أي مشكلة في إدارة وقته لن يرى قيمة كبيرة في نصائحك. قد يدعمك لأنه يحبك، لكنه ليس في حاجة إلى محتواك.
وأنت تبحث عن القبول احفظ هذه القاعدة
الإنسان بشكل عام يرغب في القَبول، خاصة من المقربين منه، لكن مهم جدا أن ندرك -خاصة إذا كنا في البدايات- أن "المقربين ليسوا المقياس" لأن أي كلمة سلبية أو نقد غير بناء منهم يمكن أن يدمرك نفسيا ويمنعك من الاستمرار.
لأنهم ببساطة لم يختبروا نفس الألم أو الاحتياج الذي يعاني منه جمهورك. تخيل أنك تعمل لساعات في تصميم عرض عمل ثم يقول لك أحدهم: "هل قضيت كل هذا الوقت في تصميم هذا الملف؟" هو ببساطة لا يدرك التفاصيل ولا يفهم السياق.
هل نخاف من الفشل أم من الرفض؟
في الواقع أنت لا تخاف أن يُقال عنك فاشل، ربما تفشل 10 مرات وتنجح في المرة الـ 11، هذه تجارب تتعلم منها، الجزء الأكبر من مشاعر الخوف يعلق بفكرة الرفض. عندما نعرض أفكارنا على أشخاص نعرفهم، نبحث دائما عن القبول وليس النجاح. لكن الفشل أمام الغريب أقل ألماً، لأنه لا يعرفك على المستوى الشخصي.
صناعة المحتوى تتطلب شجاعة، ليس فقط في مستوى تقديم الأفكار الجديدة، ولكن أيضًا في مواجهة المخاوف المرتبطة بآراء الآخرين. الأصدقاء والأهل قد لا يفهمون دائمًا ما تقدمه، المهم أن تعرف أن مقياس نجاحك هو مدى تأثيرك في جمهورك المستهدف، وليس مدى رضا المقربين منك.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

ليه 83.9% من العناوين بتفشل في جذب الجمهور؟
عارف إنه عنوان غريب وإحصائية أغرب، وأنا بصراحة مش بحب النوع ده من العناوين!اللي بتبدأ بأرقام وإحصائيات صادمة أو جُمل زي "لن تصدق ما حدث!"… بحس إنها مستهلكة وممكن تكون مضللة في بعض الأحيان.لكن الحقيقة
14/03/2025
حتى أنا كنت CEO!
في فترة ما كان كل الناس على فيسبوك بيكتبوا جنب أساميهم CEO أو Founder؟كانت موضة وقتها. كل اللي كان عايز يعمل مشروع، كان يعمل لوجو وصفحة على فيسبوك، وخلاص.. مبروك بقى عندك بيزنس!الموضوع ده لسه بيحصل لح
06/03/2025
دليلك لتعرف: هل أنت ناجح أم فاشل رقميا؟
في نهاية سنة 2024، جات لي رسالة من زميل، مدير لمنصة رقمية، فيها تقرير مفصل عن أداء منصته خلال العام:عدد المشاهدات بالملايين، معدلات التفاعل مرتفعة، وصول المنشورات تضاعف ثلاث مرات، وختم الرسالة بجملة:
27/02/2025