في درس واحد: تعلم كيف تختار فريق عملك
تخيل أنك الآن تدير مشروعًا ناشئًا أو مؤسسة إعلامية، أو ربما أنت كذلك بالفعل بما أنك تقرأ هذا المقال، وتطمح لتحقيق نتائج استثنائية في الوصول والتأثير والانتشار، وتقف أمام سؤال جوهري:
هل أُوظف فريقًا داخليًا؟ أم أتعاون مع خبير مختص؟
قد يبدو القرار بسيطًا للوهلة الأولى، بناء على تجربة سابقة أو تقليدا للمنافسين، لكنه يتطلب تفكيرًا أعمق وتحليلًا واقعيًا لطبيعة مشروعك واحتياجاته.
قاعدة 1: ربط الأهداف بالنتائج هو الخطوة الأولى في اتخاذ القرار الصحيح.
عندما تفهم بوضوح ما الذي تريد تحقيقه، يصبح من الأسهل تحديد الخيار الأنسب.
على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو بناء هوية طويلة الأمد للمشروع وليس مجرد حملة عابرة أو مشروع مؤقت، قد يكون الفريق الداخلي خيارك الأمثل. أما إذا كنت تبحث عن حلول مبتكرة وفورية أو مشاريع محددة بفترة زمنية، فإن الخبراء يوفرون مرونة وأداء أكثر كفاءة.
تخيل نفسك تعمل يوميًا مع أشخاص يفهمون هوية مشروعك بعمق. هؤلاء الأشخاص يعرفون قيمك ورؤيتك، مما يجعلهم قادرين على إنتاج أفكار متسقة مع أهدافك. التواصل معهم أسهل وأسرع، حيث يمكنك مناقشة الأفكار مباشرة.
لكن، لا تغفل عن التحديات:
- تكاليف ثابتة: الرواتب، التدريب، والتجهيزات قد تشكل عبئًا ماليًا مستمرًا.
- نقص المهارات المتخصصة: إذا لم يكن الفريق مدعومًا بتدريب مستمر، قد يواجه صعوبات في مجاراة التغيرات في السوق.
- تكرار الأفكار: بدون إدخال تقنيات وأفكار جديدة، قد يصبح المحتوى رتيبًا.
من جهة أخرى، التعاون مع خبير يشبه الاستعانة بعقل مدرَّب يرى مشروعك من زاوية مختلفة، يتمتع الخبراء بخبرات متنوعة اكتسبوها من العمل مع عملاء في مجالات متعددة، مما يمنحهم ميزة تقديم أفكار مبتكرة واتجاهات حديثة ويتمتعون بـ:
- كفاءة أعلى: حيث العمل على مشاريع مختلفة يعطيهم نظرة ورؤية أوسع
- تكلفة مرنة: يمكنك التعاقد معهم لفترة محددة أو مشروع معين دون الالتزام برواتب شهرية.
حسنا.. متى تختار توظيف فريق داخلي ومتى تتعاون مع خبير؟
الإجابة تعتمد بالكامل على طبيعة مشروعك. لنوضح الفكرة بمثال:
إذا كان مشروعك يتطلب إنتاج محتوى يومي مثل:
- إدارة غرفة أخبار.
- تحديث منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر.
- هوية مشروع معقدة تحتاج إلى فهم عميق للعلامة التجارية.
هنا يكون الفريق الداخلي هو الخيار الأنسب. لديهم القدرة على التفاعل السريع والتكيف مع احتياجاتك المستمرة.
أما إذا كان مشروعك يعتمد على حملات موسمية أو إنتاج قصير الأجل أو تريد خطة استراتيجية متخصصة:
- مثل إطلاق منتج جديد.
- أو حملة تسويقية لفترة محددة.
في هذه الحالة، التعاون مع خبير أو وكالة هو الحل المثالي. ستحصل على نتائج عالية الجودة دون الالتزام بتكاليف طويلة الأجل.
لأسهل عليك الأمر.. اسأل نفسك هذه الأسئلة قبل اتخاذ القرار
- هل المشاريع التي أعمل عليها تتطلب إنتاجًا يوميًا ومتابعة مستمرة؟
- ما هي الموارد المالية المتاحة، وهل أستطيع تحمل التكاليف الثابتة طويلة الأمد؟
- هل أحتاج إلى خبرة متخصصة لمشروع محدد أم إلى دعم دائم ومتواصل؟
- هل يمكن أن يغطي العمل بدوام جزئي أو التعاقد الموسمي احتياجاتي؟
- هل الفريق الحالي قادر على سد جميع احتياجات المشروع أم أنني بحاجة لعقل خارجي؟
هذه الأسئلة ليست مجرد استفسارات عابرة، بل أدوات تحليلية تضمن لك اتخاذ قرار مدروس يُعزز فرص نجاح مشروعك.
بغض النظر عن الخيار الذي تختاره، هناك عامل أساسي لا يمكن تجاهله:
وضوح الأهداف ودورة عمل محكمة،
إذا لم تكن أهدافك واضحة وخطواتك مدروسة، فلن تكون النتائج مرضية مهما كان الفريق الذي تعمل معه.
تذكر دائمًا، القرارات المبنية على فهم واضح هي ما يضمن لك تحقيق النجاح الذي تطمح إليه.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

لماذا الالتزام بالنشر اليومي قد يكون مضيعة لوقتك؟
هل الالتزام بنشر المحتوى يعني أنني على الطريق الصحيح؟هذا المقال من وحي نقاش مع صديق في استشارة حول صناعة المحتوى هذا الأسبوع…كتير من صناع المحتوى (أفراد أو مؤسسات) بينشروا باستمرار،لكن هل ده معناه إنه
15/05/2025
كيف تتخلص من "النشر العشوائي" وتبني أول خريطة محتوى فعّالة؟
خليني أشارك معاك هذا المشهد، ممكن تلاقي نفسك فيه:أيام كتير أفتح اللابتوب وأبدأ في كتابة فكرة لمقال جديد مثلا وبعدين أتوقف مش عارف أبدأ منين!أكتب عن إيه؟هل أتكلم عن قصة؟ ولا أشرح معلومة؟ ولا أعرض جزء م
12/05/2025
لماذا محتواك الجيد لا يحقق نتائج جيدة؟
كم مرة نشرت محتوى جيد، تعبت عليه، راجعت كلماته عشرات المرات، ثم شعرت أن العالم مر بجانبه كأنه لا يراه؟أحب أقول لك.. لست وحدك.في مايو 2023، لما بدأت صناعة المحتوى، كنت أفتح اللابتوب بكل حماس، أكتب منشو
08/05/2025