أنا خائف جدًا من الذكاء الاصطناعي

خالد فهيم
29 أغسطس 2024

بالتأكيد لديك صديق يخاف فعلاً من الذكاء الاصطناعي، وشعر بالقلق عندما بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي في الظهور، وخاف أن يفقد وظيفته أو أن يتم استبداله بآلة توفر الوقت والمال لصاحب العمل وتنجز المهام في وقت أسرع وبدون متطلبات تقريبًا. بل حتى ربما أنت شخصيًا كنت صاحب هذا التخوف، وليس صديقك فقط.

لقد خضنا جميعًا هذه النقاشات بشكل جاد حول الخوف من استبدال الآلة بالإنسان. ومع التطور اليومي للذكاء الاصطناعي وقدرته على الدخول في أدق تفاصيل صناعة المحتوى، أسأل نفسي: هل هذا الخوف حقيقي؟ هل فعلاً يمكن استبدالنا تمامًا؟

نحن تقريبًا نتصفح إنستجرام وتيك توك لساعات يوميًا، وإذا سألتك ما هو أكثر محتوى شاهدته أمس وأثر فيك وبقي عالقًا في ذهنك، فبنسبة كبيرة لن تتذكر. لأنك على الأغلب لم تشاهد محتوى جيدًا. على العكس، ربما تتذكر فيديو أو صورة أو نصًا شاهدته قبل أسابيع أو شهور وربما سنين، بتفاصيله والمشاعر التي تركها فيك. لكن محتوى الأمس لم يبقَ منه شيء في ذاكرتك.

أعتقد أن الفكرة الأصلية والتعبير عنها بنص جيد هما أهم محطة في رحلة صناعة المحتوى.
هذه الفكرة ببساطة توضح قوة الأفكار وقوة التعبير عنها في نصوص قادرة على البقاء في الذهن لأطول فترة ممكنة.

لا يبتكر الذكاء الاصطناعي -حتى الآن- أفكارًا أصلية. الموضوع ببساطة لعبة مدخلات ومخرجات، بينهما إعادة تدوير. مئات الآلاف أو ربما ملايين البيانات التي تدخل، يعيد الذكاء الاصطناعي إنتاجها في جديد. إذا لم يكن هناك معلومات بالفعل حول موضوع معين، لن يستطيع الذكاء الاصطناعي الكتابة عنه. والمفاجأة أنه لن يخبرك بذلك، بل سيعطيك معلومات لكنها لن تكون أصلية. ولكي تضمن جودة المحتوى، يجب أن تعطيه السياق الخاص بك أنت وما ترغب في الحصول عليه بشكل دقيق جدًا.

الآن يتضح لي أن دور العامل البشري في إنتاج محتوى بجودة عالية باستخدام الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير مما كنت أتوقع. الكرة الآن في ملعبك.

بإمكانك سؤال شات جي بي تي عن أفضل الطرق لصناعة المحتوى، أو كتابة 10 أفكار لمحتوى حول التصوير مثلاً، أو كتابة مقال متخصص في مجال ما لتنشره على مدونتك. لكن تأكد أن هذه النصوص بدون تدخلك وتوجيهك ستكون نصوصًا ميتة ليس لها أي تأثير. وهذه أبرز المشكلات التي يعاني منها مستخدمو هذه التطبيقات أصلاً. تعليقات مثل:

- هذا النص مكتوب بالذكاء الاصطناعي
- هذا النص ليس فيه روح
- أشعر كأن روبوت كتب هذه المقال

ستكون هي الانطباعات الدائمة حول محتواك إذا استخدمت الذكاء الاصطناعي بالطريقة التقليدية. لنجد أن الأمر تحول من استبدال الذكاء الاصطناعي بالإنسان إلى قدرة الإنسان على تطويع الذكاء الاصطناعي واستخدامه بأفضل الطرق الممكنة.

حسنًا،
كيف أستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي؟
كيف يساعدني الذكاء الاصطناعي في تحرير النصوص بصورة أفضل؟
ما هي أفضل الأدوات والتطبيقات التي يمكن أن أستخدمها؟
كيف أكتب المدخلات بشكل صحيح يساعدني في الحصول على نص جيد؟
كيف أحسن من الكتابة لمحركات البحث باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

سأكتب عن هذه الأفكار في المقالات القادمة، وسأشرحها بشكل مفصل مع النماذج والأمثلة والتطبيق العملي في دورة "كتابة المحتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي".

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات لعرضها.

تسجيل الدخول

مقالات أخرى

تعرف على فريق عملي ورواتبهم

تعرف على فريق عملي ورواتبهم

عندما تعمل بمفردك، تكون المسؤوليات مضاعفة. في نموذج العمل الخاص بي، أنا المدير، وصانع المحتوى، والناشر، والمصمم، ومسؤول التواصل، ومدير التسويق، والمنسق.. تقريبا أقوم بكل المهام.في المقالات السابقة، نا

19/12/2024
خالد فهيم
الشغف يحرك الهواة والمسؤولية تحرك المحترفين

الشغف يحرك الهواة والمسؤولية تحرك المحترفين

في إحدى حلقات بودكاست "بدون ورق"، قال الضيف عبارة تركت أثرًا عميقًا في نفسي:"الشغف يحرك الهواة، المسؤولية تحرك المحترفين، الفضول يحرك العباقرة."قبل سماعي لهذه العبارة، كنت دائمًا أصف نفسي كشخص يعمل بد

14/12/2024
خالد فهيم
أدواتي للسيطرة على الوقت

أدواتي للسيطرة على الوقت

هل شعرت يومًا أن الوقت يهرب منك دون تحقيق كل ما تخطط له؟ العمل الأونلاين قد يكون الحل إذا تمت إدارته بذكاء، وهذا ما سأشاركه معكم اليوم!هذا هو المقال الثاني في سلسلة العمل المرن، حيث أشارككم تجربتي الش

09/12/2024
خالد فهيم