لماذا كسب المال لا يصلح أن يكون غايتك من صناعة المحتوى؟

الأسبوع الماضي، كان موعد تسليم استراتيجية رقمية لمشروع جديد
وأثناء الاجتماعات، كان النقاش حول "الغاية" عميق جدا
قالت صاحبة المشروع بكل وضوح
غايتنا أن يكون المشروع مصدر دخل بديل عن الوظيفة
هذا هدف مشروع ومهم، لكن
هل يصلح أن يكون غاية مشروعك أو تواجدك الرقمي؟
الإجابة القصيرة: لا
في استراتيجية المحتوى، الغاية ليست "رقم في البنك" ولا "تحقيق مبيعات".
الغاية هي الجسر الذي يربط بين
دوافعك أنت كمؤسس أو صانع محتوى (مثل الشغف، الرغبة في الاستقلال المالي، تحقيق الذات).
وحاجة جمهورك أو ألمه الحقيقي
إذا كانت الغاية شخصية بالكامل — مثل الرغبة في الهروب من الوظيفة أو زيادة الدخل — فلن تُلهم جمهورك ولن يراها كقضية مشتركة معه
السوق والجمهور لا يهمهم إذا كان مشروعك بديل عن وظيفتك الحالية أو أنك تحتاج بيع 100 نسخة من منتجك
الناس تسأل نفسها سؤال واحد قبل أن تتفاعل معك
"ماذا سأجني أنا من متابعتك أو دعمك؟"
نأخد مثال لصانع محتوى عن الذكاء الاصطناعي يعلن باستمرار عن دورته التدريبية بسعر 200 دولار
أنا كجمهور، لن أشارك محتواه ولن أروج له لأن هدفه بيع الدورة، لكن سأدعمه إذا
كان محتواه يساعدني فعليًا على تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي
كان يوفر لي حلولًا لمشكلات حقيقية أواجهها في عملي
كان يلهمني لأطور نفسي وأزيد دخلي أو إنتاجيتي
المال نتيجة… وليس نقطة الانطلاق
هذا الكلام ليس تقليلا من قيمة الأهداف المالية
بالعكس، أي مشروع ناجح يحتاج أن يكون مربح ليستمر
لكن الأمور لا تعمل بهذه الطريقة
إذا بدأت من "أريد كسب المال" كمحور الغاية، فستبني محتوى يتمحور حول مصلحتك أنت
إذا بدأت من "أريد أن أخلق قيمة أو أثر لجمهوري"، ستجذب الناس الذين يرون فيك قيمة… وهؤلاء هم من سيدفعون لاحقًا
الناس ستشتري منك عندما
تشعر أنك تفهمهم: لغتك، أمثلتك، وقصصك تعكس واقعهم
ترى فيك قيمة حقيقية: حلّ لمشكلة، توفير وقت أو جهد، فتح فرصة جديدة
تلتقي معهم في القيم: حتى لو كانت الخدمة أو المنتج مشابهة لمنافسين، قيمك ورسائلك تجذبهم أكثر
حينها، سيأتي من يشتري منك
لكن قبل ذلك، يجب أن تبني هذا الرابط القيمي والفكري
الخلاصة
كسب المال هدف جيد، وليس غاية
الغاية في استراتيجية المحتوى يجب أن تكون جسر بين دوافعك وحاجة جمهورك
الناس تشتري منك عندما تجد لديك قيم مشتركة معها
هل غايتك تعكس فقط ما تريده أنت… أم تعكس ما يحتاجه جمهورك أيضا؟
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول